هل سيبقى الذهب فوق مستوى 3,300 دولار؟ مستويات رئيسية تستحق المتابعة

ارتفعت أسعار الذهب في تداولات آسيا يوم الأربعاء بعد أن انخفضت بشكل حاد في وقت سابق من الأسبوع. جاء هذا الانخفاض المؤقت بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وقف إطلاق نار مؤقت بين إسرائيل وإيران. وبينما أدى وقف إطلاق النار إلى تقليل الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب، فإن الشكوك حول استمراريته أبقت التوترات قائمة في الأسواق.

بعد ساعات فقط من الاتفاق، اتهم ترامب الطرفين بعدم الالتزام بتعهداتهما، مما ألقى بظلال من الشك على استقرار الهدنة. كما كشفت تقارير إعلامية أن الضربات الأمريكية الأخيرة لم تؤدِ إلا إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، دون القضاء على التهديد بالكامل.

وعلى الرغم من ذلك، أدى وقف إطلاق النار إلى انخفاض الذهب إلى أدنى مستوياته في أسبوعين حول 3,295 دولارًا قبل أن ترتد الأسعار سريعًا.

ضعف الدولار يدعم تعافي الذهب

أحد المحركات الرئيسية لتعافي الذهب هو تراجع الدولار الأمريكي. ففي تداولات آسيا، انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.1% مقتربًا من أدنى مستوى له خلال أسبوع. جاء هذا التراجع في أعقاب بيانات ضعيفة لثقة المستهلك الأمريكي وإشارات مائلة للتيسير من مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

في الوقت نفسه، ارتفع الين الياباني. وتراجع زوج الدولار/ين بعد تصريحات متشددة من عضو مجلس إدارة بنك اليابان ناوكي تامورا، بالإضافة إلى أن مؤشر أسعار منتجي الخدمات في اليابان جاء أعلى من المتوقع. وعادةً ما يدعم ضعف الدولار الذهب، لأنه يقلل من سعره للمشترين بعملات أخرى.

باول يبقى حذرًا بشأن أسعار الفائدة

تواصل الأسواق تحليل التصريحات الأخيرة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. ففي شهادته، قال باول إن المجلس يخطط للبقاء حذرًا فيما يتعلق بخفض أسعار الفائدة وسينتظر لمعرفة تأثير الرسوم الجمركية على التضخم. وعلى الرغم من أن نبرته كانت متشددة، إلا أن الصورة العامة لا تزال غير واضحة.

وقد انخفضت ثقة المستهلك الأمريكي بشكل غير متوقع في يونيو، مما يشير إلى تزايد الغموض الاقتصادي. في الوقت نفسه، أشار بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، مثل رئيسة فرع كليفلاند هاماك، إلى عدم وجود استعجال في خفض الفائدة، مما أبقى الأسواق في حالة ترقب وانتظار.

التحليل الفني للذهب: المستويات الرئيسية التي يجب مراقبتها

الثبات فوق المتوسط المتحرك البسيط لـ 200 يوم عند 3,325 دولارًا

يتحرك الذهب حاليًا حول المتوسط المتحرك البسيط لـ 200 يوم (SMA) عند 3,325 دولارًا. وقد أثبت هذا المستوى أنه دعم قوي في الجلسات الأخيرة. الإغلاق اليومي دونه قد يفتح الباب أمام مزيد من الخسائر.

• الدعم التالي: 3,297 دولارًا
• منطقة الدعم: 3,238 - 3,250 دولارًا

مستويات المقاومة الصاعدة

لاستعادة الزخم، يحتاج المشترون إلى إغلاق فوق المتوسط المتحرك لـ 21 يومًا عند 3,352 دولارًا.

• المقاومة التالية: 3,377 دولارًا
• هدف الاختراق: 3,400 دولارًا

توقعات سوق الذهب

على الرغم من الضغط السعري قصير المدى الناتج عن تراجع التوترات في الشرق الأوسط، يقول المحللون إن الأساسيات طويلة المدى للذهب لا تزال سليمة. وقد اعتُبر الهبوط في سعر الذهب مبالغًا فيه، ولا يزال المشهد العام في السوق يدعم الذهب.

لا يزال الذهب مرتفعًا بنحو 26.5% منذ بداية العام، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى مشتريات البنوك المركزية، وعدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية، وتغير التوقعات المتعلقة بأسعار الفائدة. ومع ذلك، تباطأت الزخم في الأسابيع الأخيرة مع سعي الأسواق للحصول على اتجاه من البيانات الاقتصادية والعناوين الجيوسياسية.

خلاصة وضع الذهب

احتفظت أسعار الذهب بمستويات دعم حرجة على الرغم من تراجع المخاوف الجيوسياسية. لا يزال ضعف الدولار وعدم اليقين المستمر بشأن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يوفران بعض الدعم. ومع ذلك، ما لم يستعد المشترون السيطرة فوق المتوسط المتحرك لـ 21 يومًا قريبًا، فإن مخاطر الهبوط تبقى قائمة نحو مستويات 3,297 و3,250 دولارًا. يتركز الآن تركيز السوق على بيانات الإسكان الأمريكية المرتقبة، وتقارير الناتج المحلي الإجمالي، والجولة التالية من شهادة باول.