كيفية تداول الفوركس مع نشرات الأخبار

لماذا تحرك الأخبار سوق الفوركس.

في سوق الفوركس، تتحرك الأسعار بسبب المعلومات الجديدة، وتحديدًا الأخبار الاقتصادية. تقارير التضخم، والوظائف، وأسعار الفائدة، أو الميزان التجاري يمكن أن تغيّر نظرة المستثمرين لاقتصاد بلد معين. وهذا بدوره يغيّر تقييمهم لعملة ذلك البلد. يعمل سوق الفوركس على مدار 24 ساعة تقريبًا (من الأحد 5 مساءً حتى الجمعة 5 مساءً بتوقيت نيويورك)، مما يعني أن الأخبار الاقتصادية من أي دولة كبرى قد تؤثر على الأسعار في أي وقت، ليلاً أو نهارًا.

النقاط الرئيسية

• الأخبار تُحرّك العملات على المدى القصير.
• الأخبار الأمريكية لها التأثير الأكبر لأن الدولار الأمريكي يدخل في 88% من تداولات الفوركس.
• يبحث العديد من المتداولين عن تماسك في السعر قبل صدور الأخبار الكبرى، ويتداولون على الاختراق بعدها.
• الخيارات الغريبة (Exotic Options) تتيح تداول الاختراقات بمخاطر أقل من الانعكاسات.

العملات التي ينبغي التركيز عليها

تُركز معظم استراتيجيات تداول الأخبار على أزواج العملات الرئيسية، لأنها عالية السيولة وتداولها واسع النطاق:

• EUR/USD
• USD/JPY
• GBP/USD
• USD/CAD
• AUD/USD
• EUR/CHF

تستجيب هذه الأزواج بسرعة كبيرة للبيانات الاقتصادية من بلدانها المعنية.

متى تُصدر الأخبار

معرفة توقيت صدور البيانات يساعدك على الاستعداد لاحتمال حدوث تقلبات في السوق.

ما أنواع الأخبار التي تحرك الأسواق

ليست كل الأخبار الاقتصادية ذات تأثير متساوٍ. التقارير الأكثر تأثيرًا عادةً ما ترتبط بـ:

1. قرارات أسعار الفائدة (مثل الفيدرالي، البنك المركزي الأوروبي، بنك إنجلترا)
2. التضخم (مؤشر أسعار المستهلك أو مؤشر أسعار المنتجين)
3. معدلات البطالة
4. مبيعات التجزئة
5. الناتج المحلي الإجمالي (النمو الاقتصادي)
6. الإنتاج الصناعي
7. استطلاعات ثقة المستهلكين أو الشركات
8. الميزان التجاري
9. تقارير نشاط التصنيع

يختلف تأثير أي إصدار إخباري على السوق بشكل كبير، ويعتمد بشكل أساسي على ما يركّز عليه السوق في ذلك الوقت. يتغير تركيز المتداولين بناءً على الصورة الاقتصادية الأكبر.

خذ على سبيل المثال الفترة التي تلت جائحة كوفيد؛ خلال تلك الفترة، ارتفع التضخم وبدأ الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بشكل عدواني. نتيجة لذلك، أصبحت الأسواق شديدة الحساسية تجاه أرقام التضخم وقرارات أسعار الفائدة وأي تلميحات حول السياسة النقدية المستقبلية. مفاجأة صغيرة في بيانات التضخم أو تعليق من أحد مسؤولي البنوك المركزية كان يمكن أن يحرك الأسواق بشكل كبير.

قارن ذلك بعام 2019، قبل الجائحة، حيث كان التضخم منخفضًا ومستقرًا، ولم تكن أسعار الفائدة مصدر القلق الأساسي. بدلاً من ذلك، كان المستثمرون يركزون أكثر على بيانات الوظائف ونمو الناتج المحلي الإجمالي لأنها كانت مؤشرات أفضل على توجه الاقتصاد. كانت تقارير الوظائف أو إصدارات الناتج المحلي الإجمالي الفصلية تؤثر بشكل أكبر على اتجاه السوق مقارنة ببيانات التضخم في ذلك الوقت.

نفس نوع الخبر، مثل تقرير الوظائف أو إصدار مؤشر أسعار المستهلك، يمكن أن يكون له تأثيرات مختلفة تمامًا اعتمادًا على ما يهتم به المتداولون في البيئة الحالية. لهذا السبب من المهم ليس فقط معرفة الأخبار القادمة، ولكن أيضًا فهم المواضيع الأوسع التي تحرك السوق.

كيف تحرك الأخبار التداول

في الساعات التي سبقت إصدار تقرير مبيعات التجزئة الأمريكية في يونيو 2024، كان زوج العملات EUR/USD يتحرك ضمن نطاق ضيق جدًا. هذا التحرك الجانبي (التماسك)، يشير إلى أن المتداولين كانوا في حالة ترقب للخبر قبل اتخاذ قرار بشأن الاتجاه.

عندما صدر التقرير، جاءت البيانات مفاجئة للسوق. مبيعات التجزئة للشهر كانت ثابتة عند 0.0% على أساس شهري، وهو ما كان أفضل بكثير من الانخفاض المتوقع بنسبة 0.3%. بالإضافة إلى ذلك، تم تعديل أرقام الشهر السابق بالرفع. استجاب المتداولون بسرعة من خلال شراء الدولار الأمريكي، مما دفع زوج EURUSD إلى الانخفاض الحاد. تجاوز الهبوط 250 نقطة (pips)، وهي حركة كبيرة مقارنة بالنطاق السابق البالغ 70 نقطة فقط.

لكن رد الفعل لم يستمر طويلاً. خلال 24 ساعة، فقد الدولار مكاسبه وتعافى اليورو، بل وارتفع أكثر. هذا يُظهر أن الأخبار الاقتصادية قد تُحدث حركات قوية على المدى القصير، لكنها لا تغير دائمًا الاتجاه العام للسوق ما لم تؤثر على التوقعات الاقتصادية الأوسع.

كم يدوم تأثير الأخبار على السوق؟

وجدت دراسة نُشرت عام 2005 من قبل مارتن دي. دي. إيفانز وريتشارد ليونز أن الأخبار يكون لها أكبر تأثير على العوائد خلال أول يومين بعد صدورها. ومع ذلك، فإن تدفق أوامر الشراء والبيع يبقى مرتفعًا لمدة تصل إلى ثلاثة أو أربعة أيام بعد ذلك. هذا يعني أن الأسواق قد تتفاعل بسرعة، لكن آثار الأخبار الكبرى قد تستمر، خصوصًا عندما تؤثر البيانات على توقعات أسعار الفائدة أو النمو الاقتصادي.

طريقة عملية لتداول الأخبار

إحدى الطرق المباشرة لتداول الأخبار تبدأ بمراقبة سلوك زوج العملات في الساعات التي تسبق إصدار اقتصادي كبير. غالبًا، تدخل الأسعار في نمط الانتظار، وتتحرك بشكل جانبي ضمن نطاق ضيق، حيث ينتظر المتداولون صدور الخبر. تُعرف هذه المرحلة باسم التماسك، وقد يتراوح النطاق بين 50 إلى 100 نقطة (pip).

خلال هذه الفترة الهادئة، يمكنك تخطيط تداولك بتحديد مستويات السعر الرئيسية التي تُعرّف هذا النطاق. إذا اخترق السعر الحد العلوي للنطاق بعد صدور الخبر، فقد يكون ذلك إشارة للشراء. وإذا كسر الحد السفلي، فقد تكون إشارة للبيع. وللحماية من الانعكاسات المفاجئة، من المهم وضع أمر وقف خسارة (stop loss) مباشرة بعد الجانب المقابل من النطاق.

عند صدور البيانات، راقب بعناية مدى مطابقتها لتوقعات السوق. الرقم الرئيسي مهم، لكنه ليس الشيء الوحيد الذي يهم. فالمراجعات لبيانات سابقة قد تكون مؤثرة بنفس القدر، خصوصًا إذا غيّرت الصورة الاقتصادية بشكل ملحوظ. كذلك، يجب الانتباه إلى ما يُعرف بـ "أرقام الهمس" (whisper numbers)، وهي توقعات غير رسمية يتم تداولها بين المتداولين. إذا تجاوزت النتيجة الفعلية التوقعات الرسمية لكنها لم تصل إلى "رقم الهمس"، فقد تكون ردة فعل السوق أضعف من المتوقع. الوعي بكل هذه العوامل يساعدك في اتخاذ قرارات أكثر دقة وتوقيتًا.

• ما هي أرقام الهمس؟

أرقام الهمس هي توقعات غير رسمية، تمثل فعليًا ما يتوقعه المتداولون حقًا. على سبيل المثال، إذا كانت التوقعات الرسمية تشير إلى 0.2%، لكن السوق يهمس بـ 0.5%، فإن نتيجة 0.3% قد تُخيب آمال المتداولين. لا يتم نشر هذه الأرقام رسميًا، لكن المتداولين المتمرسين يتتبعون المعنويات من خلال المحللين أو وسائل التواصل الاجتماعي.

التداول باستخدام الخيارات الغريبة (Exotic Options)

إذا كنت قلقًا من الوقوع في اختراق زائف أو انعكاس سريع في السعر بعد صدور الأخبار، فإن الخيارات الغريبة تقدم طريقة لتداول التقلبات المتوقعة دون الحاجة لتحديد الاتجاه بدقة. هذه منتجات مالية مركبة لها مدفوعات ثابتة بناءً على ما إذا تم الوصول إلى مستويات أسعار معينة تُعرف بـ "الحواجز" قبل انتهاء صلاحية الخيار.

أحد هذه الأنواع هو خيار اللمسة المزدوجة (double one-touch). يحدد هذا الخيار مستويين من الحواجز: واحد فوق السعر الحالي وواحد تحته. إذا لامس السوق أيًا من هذين المستويين قبل موعد الانتهاء، يتم تفعيل المدفوعات. لا يهم في أي اتجاه يتحرك السعر، المهم فقط أن يتحرك بما يكفي ليصل إلى أحد الحواجز. هذا مفيد عندما تكون واثقًا من أن الخبر سيُحدث حركة قوية، لكنك غير متأكد من الاتجاه.

نوع آخر هو خيار اللمسة الواحدة (one-touch)، والذي يحتوي على حاجز واحد فقط. تحصل على المدفوعات فقط إذا تم الوصول إلى ذلك المستوى السعري المحدد قبل انتهاء الصلاحية. هذا النوع يتطلب اتجاهًا محددًا. وهو خيار أفضل إذا كنت تعتقد أن الخبر سيتجاوز أو يخيب التوقعات بشكل كبير ويدفع السعر في اتجاه معين.

أما النهج المعاكس فهو خيار عدم اللمس المزدوج (double no-touch). يحتوي أيضًا على مستويين من الحواجز، أحدهما فوق السعر الحالي والآخر تحته، ولكن في هذه الحالة، لا تحصل على المدفوعات إلا إذا لم يتم اختراق أي من المستويين قبل انتهاء الصلاحية. هذا النوع من الخيارات يناسب المتداولين الذين يعتقدون أن الخبر لن يكون له تأثير كبير، وأن زوج العملات سيبقى ضمن نطاق محدد.

الخلاصة

لتحقيق النجاح، عليك أن:

• تعرف متى يتم إصدار التقارير
• تفهم أي البيانات ذات التأثير الأكبر
• تراقب توقعات السوق، لا الأرقام الفعلية فقط
• تُدير المخاطر باستخدام وقف الخسارة أو الأدوات المركبة
• تتعلم كيف يتفاعل الزوج الذي اخترته مع أنواع الأخبار المختلفة

استخدم حسابات تجريبية لتجربة خطتك، وركّز على فهم حركة السوق – لا تتداول بشكل عشوائي.