- تحليلات
- أخبار التداول
- وارن بافيت يضيف 521 مليون دولار إلى Chevron
وارن بافيت يضيف 521 مليون دولار إلى Chevron

قامت شركة بيركشاير هاثاواي بأحد أكبر عمليات شراء الأسهم في الربع الماضي، حيث أضافت ما يقارب 521 مليون دولار من أسهم شركة شيفرون (CVX). وبعد عدة فصول من البيع، يشير ذلك إلى تحول واضح في استراتيجيتها.
اشترى وارن بافيت أسهم شيفرون لأول مرة في عام 2020 عندما انهارت أسعار النفط خلال جائحة كورونا. ومنذ ذلك الحين، كان يدخل ويخرج من السهم، حيث باع كميات كبيرة في عام 2021، ثم أعاد بناء مركزه في 2022. والآن، بعد ستة فصول من البيع الصافي، عاد للشراء مرة أخرى، مما رفع حصة بيركشاير في الشركة إلى حوالي 7% من إجمالي الشركة.
عادةً ما يقوم بافيت بتقليص مراكزه عندما ترتفع التقييمات بشكل مبالغ فيه مقارنةً بالأساسيات، ويعود للشراء عندما يضعف التفاؤل في السوق. وحركته الأخيرة تشير إلى أنه يرى قيمة نسبية في أسهم شيفرون.
يتداول مؤشر S&P 500 عند مستوى يقارب 31 ضعف الأرباح، وهو أعلى بكثير من متوسطه التاريخي، في حين تتداول شيفرون عند حوالي 19 ضعف الأرباح. وبالنسبة لعالم بافيت، يُعتبر هذا سعراً مغرياً. فالشركة تولّد تدفقات نقدية حرة قوية وتقدم عائد توزيعات أرباح بنسبة 4.5%، وهي سمات جذابة عندما تكون تقييمات السوق مرتفعة ومخاطر التقلب عالية.
ومع ذلك، فإن التوقعات لأسعار النفط متباينة. فقد انخفضت الأسعار مؤخراً إلى ما دون 60 دولاراً للبرميل، وارتفعت المخزونات العالمية. ويتوقع المحللون فائضاً في المعروض بحلول عام 2026 نتيجة زيادة الإنتاج، مما يعني أن فرص ارتفاع شيفرون على المدى القصير قد تكون محدودة ما لم تنتعش أسعار النفط.
لماذا قد يشتري بافيت رغم ذلك
تُعد شيفرون شركة طاقة متكاملة، حيث تحقق أرباحاً من التكرير، والكيماويات، وتوليد الطاقة، ما يساعدها على الصمود خلال فترات تراجع الأسعار. كما تُعرف إدارتها بالتحكم الصارم في التكاليف والانضباط في الإنفاق الرأسمالي، وهي صفات يقدّرها بافيت كثيراً.
يبدو أن شراء بافيت لشيفرون الآن لا يتعلق بالسعي وراء النمو، بل بالتموضع الدفاعي. ففي ظل كون معظم أسهم السوق مسعّرة على أساس توقعات مثالية، يبدو أن بافيت يفضّل توليد النقد المستقر وتوزيعات الأرباح القوية على حساب التقييمات المبالغ فيها لأسهم التكنولوجيا.
تحرك بافيت لا يعني بالضرورة أنه متفائل بشأن النفط، بل قد يشير إلى حذره تجاه باقي الأسواق. فقد ارتفعت احتياطيات بيركشاير النقدية، مما يدل على أنه يجد صعوبة في العثور على صفقات مغرية. وتُعد شيفرون، بتداولها عند خصم مقارنة بالسوق وتقديمها عوائد نقدية متوقعة، استثماراً يحتفظ بقيمته عندما تبدو الأسواق الأوسع مبالغاً في تقييمها.
الخلاصة حول شيفرون
إن شراء بافيت ما قيمته 521 مليون دولار من أسهم شيفرون يُظهر أنه لا يزال يرى قيمة — لكن ليس في كل مكان. ففي سوق تبدو فيه معظم الأصول باهظة الثمن، تقدم شيفرون له الاستقرار والعائد والمعرفة الجيدة، وهي ثلاثة عوامل يميل بافيت إلى شرائها عندما يركض الآخرون وراء الزخم.